الخميس، 12 مارس 2015

أول كلمة نطق بها سيدنا آدم

موضوع جميل وشيق وربما قد يكون لم يسمع به كثير منا ، إن أول ما قاله سيدنا آدم عليه السلام بعد أن نُفخت فيه الروح هو “الحمد لله” وذلك لما رواه عبد الرزاق في مصنفه عن عبيد بن عمير قوله صلى الله عليه وسلم (ذلك خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة ، فيه خلق آدم ، وفيه تقوم الساعة ، وإن الله لما خلق آدم نفخ فيه الروح فسار فيه ، ثم نفخ فيه أخرى فاستوى جالساً ، فعطس فألقى الله على لسانه : الحمد لله رب العالمين ، فقالت الملائكة : رحمك الله)وهذا الحديث له شاهد مرفوع عند الترمذي والبيهقي من رواية أبي هريرة رضي الله عنه وعند ابن حبان من رواية أنس رضي الله عنه .
فالحمد لله كلمة مباركة جعلها الله أول كلمة ينطقها سيدنا أدم وهو أول الخلق وبدأ الله بها فاتحة الكتاب وهى سبب فى جلب الرزق والخير على المؤمنين وذلك لقوله تعالى : {لئن شكرتم لأزيدنّكم}.. [أبراهيم :6-7]. 



الحمد فى السراء والضراء! 
روى أبن ماجه عن عائشة رضي الله عنها قالت : (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى ما يحب قال : الحمد لله الذي بنعمته تتمّ الصالحات ، وإذا رأى ما يكره قال : الحمد لله على كل حال) صححه السيوطي وحسنه الألباني .
فيجب على المسلم أن يحمد ربه فى جميع الأحوال سواء كان خيراً له أو ضرراً فلابد أن يتذكر ربه فى الخير ولا يلهى نفسه فيه لأن هذا الخير هو من عند الله وهو من رزقك إياه أما فى وقت الإبتلاء فيجب أن نحمد الله فيه لأنه إختبار لقوة إيماننا به وصبرنا على البلاء فبينما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أصحابه إذ ضحك ، فقال عليه الصلاة والسلام : (ألا تسألوني ممَ أضحك؟ قالوا : يا رسول الله وممَ تضحك؟ قال : عَجَبا” لأمر المؤمن! إنَّ أمْرَه كُلَّه له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابتْهُ سَرَّاءُ شكر، فكان خيراً له، وإن أصابتْهُ ضرَّاءُ صَبَر، فكان خيراً له ) أخرجه مسلم عن صهيب الرومي . 
وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (أَوَّلُ مَنْ يُدْعَى إِلَى الْجَنَّةِ ، الْحَمَّادُونَ الَّذِينَ يَحْمَدُونَ اللَّهَ عَلَى السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ) فقد أخبرنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أنه أول من يدعون إلى دخول الجنة هم الذين يحمدون الله فى السراء والضراء مما يرفع من شأن الحامدون لله وكم هى كلمةٌ عظيمة عند الله ، يقول ابن القيم رحمه الله : “الحمد إخبار عن محاسن المحمود مع حبه وإجلاله وتعظيمه . وإن أقصى ما يشغل أهل الجنة تسبيح الله أولاً وحمده آخراً، يتخللهما تحيات السلام وذلك لقوله تعالى: {دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}..[يونس:10]. 
والحمد لله هي أفضل الدعاء وسرّ ذلك أنها متضمنةٌ الثناء على الله عزّ وجل ، روى الترمذي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (أفضل الذكر لا إله إلا الله، وأفضل الدعاء الحمد لله) أخرجه الترمذي: وحسَنه ابن حجر والألباني والأرنؤوط . 
فإذا بحثنا فى حياتنا سنجد أن كل شئ أنت تمتلكه أو يصيبك فهو نعمة وخير من عند الله سواء خيراً أو شراً فأرض بما قسمه الله لك تكن أغنى الناس وأحمد الله فى كل الأحوال يرزقك من حيث لا تحتسب فإن الله إذا أحبّ عبده ابتلاه ، فإن صبر اجتباه ، وإن شكر (أي رضي) اقتناه . 

اللهم انفعنا بما عملتنا وعلمنا م ينفعنا يارب العالمين . وصل اللهم صلاة كاملة وسلم تسليماً تاما” على سيدي وحبيبي ونــــــور قلبي محمد طــــــب القلوب ودوائها ، وعــــــافية الأبدان وشـــــفائها ، ونـــور الأبــــــصار وضـــــيائها، وعـــــلى آله وصــــحبه الكــــــرام الطيبين الطاهرين الميامين الغر المحجلين وسلم تسليماً
Men's Fashion Category

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق