التعريف بصحيح البخاري
أولا:اسم الكتاب
اختلف العلماء في ضبط اسمه، منهم من قال إنّ اسمه هو:(الجامع الصحيح المسند المختصر من حديث رسول الله
. وسننه وأيامه) 23
. ومنهم من يسميه:(الجامع الصحيح المسنّد من حديث رسول الله صل الله عليه وسلم) 24
ويظهر أن الاسم الثاني أنسب، لأن كلمة"أمور" أشمل من كلمة حديث، وكلمة "المسنّد" أدق من كلمة
. "الصحيح"، وكلمة المختصر موافق لقول البخاري:(وتركت من الصحيح حتّى لا يطول) 25
ثانيا:سبب ومدة تأليفه
هناك سببان مشهوران هما:
-1 توجيه من المحدث إسحاق بن راهويه شيخ الإمام البخاري في مجلس من مجالسه العلمية، حيث قال له:(لو
جمعتم كتابا مختصرا لصحيح سنة رسول الله صل الله عليه وسلم) 26 ، فقال البخاري:(فوقع ذلك في قلبي، وأخذت أجمع
. الجامع الصحيح) 27
-2 قول البخاري:(رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، وكأني واقف بين يديه وبيدي مروحة أذب عنه،
. فسألت بعض المعبرين، فقالوا لي:أنت تذب عنه الكذب، فهو الذي حملني على إخراج الجامع الصحيح) 28
أمّا المدة التي قضاها في التأليف فهي ستة عشر عاما،حيث قال:(صنفت كتابي هذا لست عشرة سنة،خرّجته من
. ستمائة ألف حديث وجعلته حجة فيها بيني وبين الله تعالى) 29
. -23 بدر الدين العيني، عمدة القاري شرح صحيح البخاري، ط 1، دار الكتب العلمية، بيروت، 2001 ، ج 1، ص 5
. -24 ابن حجر، هدي الساري، ص 7
. -25 الذهبي، سير أعلام النبلاء،ج 12 ، ص 474
. -26 الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، د.ط، دار الكتب العلمية ، بيروت،ج 2، ص 8
. -27 الذهبي، سير أعلام النبلاء،ج 12 ، ص 401
. -28 ابن حجر، هدي الساري، ص 5
. -29 الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد،ج 2، ص 14
10
ثالثا:عدد أحاديثه وكتبه وأبوابه
احتوى الصحيح على 4000 حديث،وبالمكرر 7275 حديث. 30 وأما عدد الكتب فهي 97 كتاب،ابتداء من كتاب
. بدء الوحي وانتهاء بكتاب التوحيد،وعدد أبوابه هي 3450 بابا 31
رابعا:شرطه
لم ينقل عن الإمام البخاري التنصيص على شروط معيّنة لرواية الحديث، ولكن من خلال سبر كتابه استطاع العلماء
أن يقفوا على شروطه، وهي نفسها شروط الحديث الصحيح، وهذا من خلال تسمية كتابه"الجامع الصحيح المسند
المختصر من حديث رسول الله وسننه وأيامه"، ومن خلال قول البخاري نفسه:(ما أدخلت في كتابي إلا ما صح،وتركت
. الكثير حتى لا يطول) 32
خامسا:شروحه
لم يحظ كتاب بعد كتاب الله بعناية العلماء مثل ما حظي به كتاب صحيح البخاري، ومن أهمّ هذه الشروح:
-1 أعلام السنن، تأليف:أبو سليمان الخطابي، المت وفى سنة 388 ه.
-2 الكواكب الدّراري شرح صحيح البخاري،تأليف:محمد بن يوسف الكرماني،المتوفى سنة 786 ه.
-3 التوضيح شرح الجامع الصحيح،تأليف:عمر بن علي بن الملقن، المتوفى سنة 805 ه.
-4 فتح الباري شرح صحيح البخاري،تأليف:أحمد بن علي بن حجر العسقلاني،المتوفى سنة 852 ه.
-5 عمدة القاري شرح صحيح البخاري،تأليف:بدر الدين العيني،المتوفى سنة 855 ه.
. وهناك الكثير من الشروح المطبوعة وغير المطبوعة 33
سادسا:منزلة الكتاب
تبوأ صحيح البخاري منزلة عالية نظرا لقوة شرطه، وفقه تراجمه، جعلته ينظر إليه نظرة إعجاب واعتزاز، فليس هناك
كتاب حظي بمنزلة عالية بعد كتاب الله مثل صحيح البخاري.
. قال فيه النسائي:(ما في هذه الكتب كلها أصح من كتاب محمد بن إسماعيل) 34
. -30 ابن حجر، هدي الساري، ص 465
. -31 أبو شهبة، في رحاب السنة-الكتب الستة-، ص 85
. -32 الذهبي، سير أعلام النبلاء،ج 12 ، ص 474
.100- -33 أبو شهبة، في رحاب السنة- الكتب الستة -، ص 97
. -34 ابن حجر، هدي الساري، ص 489
11
وقال ابن حجر:(وأجمع الناس على صحة كتابه، حتى لو حلف حالف بطلاق زوجته ما في صحيح البخاري كله
حديث مسند إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وهو صحيح عنده كما نقله، ما حُكم بطلاق زوجته، نقل ذلك
غير واحد) 35
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
موضوع رائع